في واحدة من أقوى مباريات دوري الـ16 في كأس العالم 2025 للأندية، واجه مانشستر سيتي الإنجليزي نظيره السعودي الهلال في مباراة نارية حبست الأنفاس حتى اللحظة الأخيرة. المباراة التي انتظرها عشاق كرة القدم حول العالم، جمعت بين بطل أوروبا وأقوى فرق آسيا، في سيناريو كروي مثير تحت أنظار الملايين، ضمن منافسات البطولة التي تُقام لأول مرة بنظامها الجديد بمشاركة 32 فريقًا.

مانشستر سيتي ضد الهلال

 الشوط الأول: بداية حذرة من الطرفين

بدأ الشوط الأول بحذر تكتيكي واضح من كلا الفريقين، في مواجهة نارية بين مانشستر سيتي والهلال السعودي ضمن المواجهات الدولية الكبرى.
سعى بيب غوارديولا، المدير الفني للسيتي، إلى فرض أسلوب لعبه المعروف بالسيطرة والاستحواذ من خلال التمريرات القصيرة المتبادلة والضغط العالي على لاعبي الهلال في منتصف الملعب. اعتمد الفريق الإنجليزي على تحركات كيفن دي بروين، العقل المدبر في وسط الملعب، وعلى خطورة الثنائي إيرلينغ هالاند وفيل فودين في الثلث الهجومي الأخير.

في المقابل، لعب الهلال السعودي بتوازن دفاعي كبير، حيث اعتمد المدرب على إغلاق المساحات أمام مفاتيح لعب السيتي، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة بقيادة اللاعبين المهاريين سالم الدوسري ومالكوم، الذين شكّلوا تهديدًا حقيقيًا كلما امتلك الفريق الكرة.

وجاءت أولى لحظات الإثارة في الدقيقة 23، بعد تمريرة بينية ساحرة من النجم البلجيكي دي بروين وضعت هالاند في مواجهة مباشرة مع المرمى، إلا أن عبدالله المعيوف، حارس الهلال، تصدى للكرة ببراعة، محافظًا على التعادل السلبي ومشعلًا أجواء اللقاء وسط تصفيق الجماهير الحاضرة.

المباراة حتى تلك اللحظة شهدت صراعًا تكتيكيًا على أعلى مستوى، بين مدرستين كرويتين مختلفتين، الأولى تمثل أسلوب غوارديولا الهجومي الحديث، والثانية تعتمد على الانضباط الدفاعي والفعالية في المرتدات التي يتقنها الهلال في المباريات الكبرى.

 الشوط الثاني: اشتعال المباراة وأهداف مثيرة

انطلقت قمة كروية مرتقبة بين الهلال السعودي ومانشستر سيتي الإنجليزي في أجواء مليئة بالحماس والتشويق، وسط ترقب جماهيري عالمي، حيث بدأ الشوط الأول بتحفّظ تكتيكي واضح من الجانبين.
سعى المدرب الإسباني بيب غوارديولا إلى فرض فلسفته الكروية الشهيرة القائمة على الاستحواذ والسيطرة على نسق اللعب، فدفع بتشكيلة قوية يقودها صانع الألعاب المتميز كيفن دي بروين، الذي تولّى تنظيم هجمات السيتي وصناعة الفرص، مستغلًا تحركات إيرلينغ هالاند في العمق، إلى جانب السرعة والمرونة التي يتمتع بها فيل فودين على الأطراف.

في الجهة المقابلة، دخل الهلال السعودي اللقاء بتكتيك ذكي يُظهر وعيًا عاليًا بقدرات الخصم، حيث اختار المدرب اللعب بخط دفاع منظم، مع الاعتماد على التحولات السريعة والهجمات المرتدة الخطيرة، بقيادة الثنائي المهاري سالم الدوسري ومالكوم، اللذين حاولا استغلال المساحات خلف دفاع السيتي.

الدقيقة 23 شهدت واحدة من أبرز لحظات الشوط الأول، بعد تمريرة بينية دقيقة من دي بروين اخترقت خطوط الدفاع الهلالي ووضعت هالاند في موقف انفراد صريح، لكن عبدالله المعيوف، الحارس المتألق، تصدّى للكرة برد فعل سريع، منقذًا مرمى الهلال من هدف محقق، ومؤكدًا أنه حاضر بقوة في هذا اللقاء الكبير.

حتى منتصف الشوط الأول، ظل التوازن مسيطرًا على مجريات اللقاء، مع تفوق نسبي لمانشستر سيتي في نسبة الاستحواذ، يقابله انضباط تكتيكي دفاعي واضح من الهلال، مما جعل المباراة أشبه بصراع ذهني بين مدرستين:

  • مدرسة غوارديولا القائمة على الضغط العالي، واللعب على الأطراف والاختراقات العمودية.

  • ومدرسة الهلال التي تفضل التنظيم الدفاعي، واستغلال السرعة في تنفيذ المرتدات بدقة.

 مانشستر سيتي يتصدر كأس العالم بدون خسارة واحدة

بهذا الفوز، يواصل مانشستر سيتي عروضه القوية ويؤكد تفوقه في كأس العالم 2025، حيث لم يتعرض لأي خسارة منذ انطلاق البطولة. الفريق الإنجليزي تأهل إلى دور الـ8 بثقة كبيرة، ويُعد أبرز المرشحين لحصد اللقب العالمي الأول له.

مانشستر سيتي الإنجليزي واصل سلسلة انتصاراته اللافتة بتصدره بطولة كأس العالم للأندية بدون أن يتلقّى أي هزيمة، مؤكدًا هيمنته على الكرة العالمية في عهد المدرب الإسباني بيب غوارديولا. الفريق الإنجليزي قدم أداءً من الطراز الرفيع في جميع مبارياته، حيث تفوق على أبطال القارات بأسلوب لعب جماعي منظم وفعالية هجومية عالية، ليُثبت مجددًا أنه ليس فقط بطل أوروبا، بل زعيم عالمي جديد.

غوارديولا، أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، أدار البطولة بعقلية استثنائية، ونجح في الحفاظ على توازن الفريق بين الدفاع والهجوم. لعب بخطة مرنة تجمع بين الاستحواذ والضغط العالي، مع تحركات دقيقة من لاعبين مثل برناردو سيلفا ورودري ودي بروين. غوارديولا فضّل في بعض المباريات منح الفرصة لوجوه شابة مثل ريكو لويس، مؤكدًا ثقته في عمق دكة البدلاء.

رغم الإصابات التي ضربت بعض الأسماء، استفاد مانشستر سيتي من صفقاته الذكية خلال آخر موسمين، خصوصًا التعاقد مع جيريمي دوكو، الذي أضاف السرعة والاختراق على الأطراف، وماتيوس نونيز في وسط الملعب، ما منح السيتي مرونة كبيرة في التحول السريع من الدفاع للهجوم. خط الدفاع كان أكثر تماسكًا بوجود جفارديول القادم من لايبزيج، والذي قدّم مستويات قوية في البطولة.

في مواجهة عربية مثيرة، كاد النجم المصري عمر مرموش أن يهز شباك مانشستر سيتي في واحدة من أخطر لقطات البطولة. اللاعب المصري استغل تمريرة بينية في العمق، وانفرد بالحارس إيدرسون، لكنه سدد الكرة بجوار القائم الأيسر في لحظة حبست أنفاس الجماهير، وكانت لتكون أول أهدافه في مرمى بطل أوروبا. اللقطة أشعلت الحماس على مواقع التواصل، وعبّر كثيرون عن فخرهم بالأداء القوي لمرموش في هذا اللقاء الصعب.

بأداء منظم ومهارات فردية مبهرة، توّج مانشستر سيتي مشواره في كأس العالم للأندية بالفوز على خصومه بأريحية، دون تلقي أي هزيمة، ليُضيف لقبًا جديدًا إلى خزائنه المليئة. هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة سنوات من البناء، التخطيط، والاستقرار الفني بقيادة غوارديولا، إلى جانب دعم الإدارة بصفقات مدروسة ومواهب شابة تم دمجها بنجاح في فريق النجوم.

 الهلال يتفوق على ريال مدريد في أولى مبارياته

رغم خسارته أمام مانشستر سيتي، فإن الهلال حقق إنجازًا كبيرًا في بداية مشواره بالبطولة، حين تفوق على ريال مدريد في أولى مبارياته بنتيجة مدوية أثبتت أن الزعيم الآسيوي قادم بقوة لمقارعة كبار أوروبا. وقد نال إشادة واسعة من جماهيره ومتابعي كرة القدم عالميًا.

في مفاجأة من العيار الثقيل، نجح الهلال السعودي في التفوق على ريال مدريد الإسباني بنتيجة مثيرة في أولى مبارياته ضمن بطولة كأس العالم للأندية، ليخطف أنظار العالم ويثبت أن الكرة الآسيوية قادرة على مواجهة كبار أوروبا. الفريق السعودي لعب بثقة كبيرة وتركيز عالٍ، ونجح في فرض أسلوبه أمام أحد أكثر الأندية تتويجًا بالألقاب العالمية.

المدرب البرتغالي خورخي جيسوس أدار اللقاء بذكاء تكتيكي عالي، حيث اعتمد على غلق المساحات أمام تحركات فينيسيوس جونيور ورودريغو، مع التحول السريع للهجوم عبر الأطراف. جيسوس اعتمد على الضغط المتوسط واستغلال المساحات خلف دفاع ريال مدريد، وكانت خطته فعّالة بشكل واضح خاصة في الشوط الثاني، مما أربك حسابات أنشيلوتي مدرب الريال.

مالكوم قدم واحدة من أفضل مبارياته بالقميص الأزرق، حيث ساهم في صناعة الهدف الأول بتمريرة سحرية إلى ميتروفيتش الذي لم يتردد في إسكانها الشباك. كذلك لعب سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش دورًا محوريًا في خط الوسط، حيث قطع العديد من الكرات، وساهم في بناء الهجمات المرتدة. تألق لاعبي الهلال لم يكن فرديًا فقط، بل ظهر كمنظومة متناغمة تسير بتكتيك واضح.

ورغم الفوز، إلا أن الهلال أهدر عدة فرص محققة كانت كفيلة بمضاعفة النتيجة، أبرزها انفراد سالم الدوسري في الدقيقة 68، حيث راوغ الحارس لونين لكنه سدد الكرة بجوار القائم بشكل غريب. كما سدد نيمار كرة صاروخية من خارج المنطقة تصدى لها الحارس ببراعة. ريال مدريد بدا مرتبكًا في أكثر من لقطة، وكان قريبًا من تلقي خسارة كبيرة لولا بعض التوفيق.

هذا الفوز التاريخي على ريال مدريد لم يكن مجرد نتيجة مباراة، بل رسالة واضحة من الهلال بأنه ليس مجرد ممثل للكرة العربية والآسيوية، بل منافس حقيقي على اللقب العالمي. جماهير الهلال احتفلت بالفوز على مواقع التواصل، فيما أشادت الصحافة العالمية بالأداء الجماعي والانضباط التكتيكي للفريق. المدرب جيسوس صرّح بعد اللقاء: "احترامنا للريال لا يعني خوفنا منهم"، في دلالة واضحة على عقلية الفوز التي يزرعها في لاعبيه.

 تحليل فني: غوارديولا يبرهن على عبقريته

أظهر بيب غوارديولا مرة أخرى أنه من أفضل المدربين في تاريخ اللعبة، حيث أدار المباراة بذكاء تكتيكي عالٍ، ونجح في التعامل مع خطورة الهلال في لحظات حاسمة. التبديلات التي أجراها في الشوط الثاني ساعدت الفريق على استعادة التوازن وتحقيق الفوز.

 نجوم المباراة: وفيها أبرز أسماء اللاعبين من الفريقين – الهلال وريال مدريد – اللي شاركوا وكان لهم تأثير واضح سواء إيجابي أو سلبي

نجوم المباراة بين الهلال وريال مدريد: تألق عربي وارتباك ملكي

شهدت المباراة بين الهلال السعودي وريال مدريد الإسباني ظهور لافت لعدد من النجوم في كلا الفريقين، حيث قدّم الهلال أداءً بطوليًا بقيادة عدد من محترفيه العرب والأجانب، في حين ظهر ريال مدريد بشكل باهت رغم مشاركة الأسماء الثقيلة.

 من جانب الهلال السعودي:

  • ياسين بونو: الحارس المغربي تصدى لأكثر من كرة خطيرة، وكان أحد أبرز أسباب فوز الهلال.

  • علي البليهي: صخرة دفاعية أوقف تحركات فينيسيوس ببراعة.

  • سعود عبد الحميد: قدّم أداء دفاعي وهجومي ممتاز في الجهة اليمنى.

  • سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش: تحكم في خط الوسط وأغلق المساحات أمام كروس وتشواميني.

  • روبن نيفيز: قدّم تمريرات دقيقة وساهم في بناء اللعب.

  • مالكوم: صنع الهدف الأول وساهم في ترجيح كفة الهلال هجوميًا.

  • سالم الدوسري: تحركاته السريعة أقلقت دفاع الريال وكان قريبًا من التسجيل.

  • ألكسندر ميتروفيتش: سجل هدف الفوز ببراعة رأسية لا تصدّ.

  • نيمار (شارك كبديل): أضفى حيوية على الهجوم وأطلق تسديدة خطيرة كادت تسجل الهدف الثاني.

 من جانب ريال مدريد الإسباني:

  • أندري لونين: حارس المرمى الأوكراني أنقذ الريال من هزيمة ثقيلة.

  • ناتشو: حاول قيادة الدفاع لكن واجه صعوبات كبيرة مع تحركات ميتروفيتش ومالكوم.

  • فرلان ميندي: لم يقدّم الدعم الهجومي المطلوب، وواجه صعوبات أمام سعود عبد الحميد.

  • أوريلين تشواميني: فقد السيطرة على الوسط أمام قوة سافيتش ونيفيز.

  • توني كروس: لم يظهر بمستواه المعتاد في التنظيم والتمرير.

  • جود بيلينغهام: غاب عن مستواه المعروف، ولم يستطع صناعة الفارق.

  • فينيسيوس جونيور: حاول كثيرًا لكن الرقابة عليه كانت شديدة من البليهي وسعود.

  • رودريغو: افتقد التركيز وأضاع فرصًا سهلة.

 رغم أن الأسماء الملكية لريال مدريد كانت حاضرة، إلا أن الواقع في أرض الملعب فرض أبطالًا جدداً باللون الأزرق، ليخرج الهلال فائزًا بكل ثقة.

 ماذا بعد؟

  • مانشستر سيتي يتأهل إلى دور الـ8 ويترقب مواجهة نارية أخرى.
  • الهلال يخرج مرفوع الرأس بعد أداء بطولي أمام بطل أوروبا.
  • أنظار الجماهير تتجه الآن إلى باقي مباريات دوري الـ16 لمعرفة من سيرافق الكبار إلى ربع النهائي.

بعد هذا الانتصار التاريخي للهلال السعودي على ريال مدريد الإسباني، بدأت التساؤلات تتصاعد في الأوساط الرياضية: هل اقترب الهلال من لقب كأس العالم للأندية؟ وهل بدأ ريال مدريد يفقد بريقه في البطولات العالمية؟

الهلال السعودي يدخل الآن في مرحلة الثقة الكبيرة بالنفس. الفريق بقيادة مدربه البرتغالي جورجي جيسوس أثبت أنه لا يخشى الكبار، بل ويملك أدوات التفوق عليهم. الانتصار على بطل أوروبا ليس مجرد 3 نقاط، بل رسالة واضحة لباقي الفرق أن "الزعيم الآسيوي قادم بقوة".

 منظومة الهلال الدفاعية ظهرت متماسكة بشكل كبير، وهجومه متنوع بين العرضيات والانطلاقات السريعة. وقد يكون الرهان القادم على نجوم مثل نيمار، سالم الدوسري، ميتروفيتش، ومالكوم لتحقيق اللقب العالمي الأول في تاريخ الهلال.

على الجانب الآخر، ريال مدريد يعيش فترة حرجة، خاصة بعد الأداء الباهت والغياب التام للفاعلية الهجومية رغم وجود فينيسيوس جونيور وبيلينغهام. المدرب كارلو أنشيلوتي سيكون تحت ضغط كبير في المباريات القادمة، خصوصًا إذا لم يُظهر الفريق ردة فعل قوية.

مباريات نصف النهائي أو النهائي قد تضع الهلال في مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي، بقيادة بيب غوارديولا، وهي مباراة قد تُعتبر "نهائي مبكر" وتعيد للأذهان نهائي دوري أبطال أوروبا.

 وعلى صعيد الجماهير والإعلام، بدأ الحديث يتزايد عن الهلال كأول فريق عربي يمكنه الفوز بكأس العالم للأندية عن جدارة، وليس فقط الوصول للنهائي كما حدث سابقًا مع العين أو الرجاء.

 أما بالنسبة لريال مدريد، فربما نرى تغييرات تكتيكية جذرية، وربما ظهور لاعبين جدد في التشكيل، لأن الفريق لا يتحمّل خسارة أخرى بهذا الشكل، خاصة في بطولة تُعد واجهة عالمية لاسم النادي الملكي.